التراث الاسلامي بين التجديد والتمييع

บทคัดย่อ

يعد التراث الاسلامي مجال خصب لممارسة الاجتهاد والتجديد، ولأن  تراثنا الاسلامي شديد الاتساع والتنوع والثراء، في كل الجوانب والمجالات المختلفة نحتاج في كل الحقب والأزمان إلى تجديد يواكب الواقع وهذا ما يطلق عليه اسم فقه الواقع ومن المعلوم ان الاجتهاد ضرورة من ضرورات الإسلام، لأنه يأتي بالجديد ويربط الجديد بالقديم حسب التطورات والنوازل والمستجدات في حياة الأمة، والتجديد يعد إضافة  للأصول والكليات الموجودة في التراث الإسلامي بما لا يتعارض مع روحها ومقاصدها، ومواكبا في نفس الوقت مستحدثات الأمور وما يستجد في الحياة ، ونجد أن بعض المفكرين والعلماء اتخذ منهجا فكريا متعصباً متشدداً رافضا  لكل ما هو جديد مهما كان ويرى فيه عدوًا للإسلام والمسلمين، فيما يمثل البعض الاخر فكراً غربيا يقبل كل جديد  واختلط عليهم الامر  فأصبحوا  لا يفرقون في التجديد بين ما هو ثابت وما هو متغير في الدين، فأصبح التبديد والتمييع  لثوابت  التراث الاسلامي أحيانا باسم الاجتهاد والمعاصرة لفقه الواقع .

وانزوى البعض خلف التراث الاسلامي ناقلا لكثير من المسائل والفروع التي تحتاج الى طرق واجتهاد لتطور الزمان وظهور العديد من التحديات والمشكلات وحاجة الامة لمجابهة هذه التحديات بأحكام شرعية واضحة فالانزواء والانطواء على الذات، عبر التستر وراء أمجاد التاريخ والإنجازات التراثية   لا يَعْدُ أن يكون الأمر إلا مجرد تذكير بتاريخ الأمة دون المساهمة في عملية البناء الحضاري عبر تجديد فروع التراث الإسلامي.

والتجديد الذي ننشده في الفكر الإسلامي والذي ينادي به العلماء والمفكرون في التراث الاسلامي   أن تكون هناك قراءة عميقة للتراث الاسلامي تستجيب للتحديات الحضارية للأمة على عكس القراءات التي تنطلق من مناهج وأفكار غربية وبالتالي فإن الرؤية بأن تكون العملية التجديدية أولا من مناهج وأفكار وتصورات تعتمد في أدواتها على مقومات الحضارة الإسلامية وبوابتها، لتكون عملية التجديد والاجتهاد شاملة تستوعب كل العلوم الموروثة وتوقظ روح الإبداع والتألق والتفنن في آفاق هذه العلوم وربطها بفقه الواقع.

" ليعمل على إحياء الأصول الإسلامية وبوابته بالعودة إلى المنابع الجوهرية والنقية لهذا الدين الحنيف والنظر فيها بعقل معاصر، يفقه أحكامها كما يفقه الواقع الذي يعيش فيه، عاقدا القرآن بين " " فقه الواقع " وفقه الأحكام " ليصل إلى التجديد في الفروع. حتى يستجيب للمصالح الشرعية المعتبرة التي طرحتها وتطرحها مستجدات الواقع الحديث “.