الـمحكمـــات ودورها في صيــاغة الفكر

บทคัดย่อ

لا يخفى على مُطَّلعٍ للسَّاحة الفكريَّة المعاصرَة ما أُولي به علمُ الفكر من اهتمام كبير، سواءً كان تأليفًا فيه أو اطلاعًا عليه، وقد صارَ في هذا العصر عِلْمًا له كُتُبُه وكتَّابه ومؤسساته العلمية ومناهجه الخاصة، وأصبحَ للفكر عمومًا والفكر الإسلامي خصوصًا حضورًا طاغيًا بين الشباب المحبين للثَّقافة والاطلاع، إلا أنَّ علم الفكر الذي هو (التصور الإجمالي والتفصيلي لواقعٍ ما من حيث كنهه، وعوامل تكوينه، ومآلاته، وطرق تحسينه، وعلاج آفاته) علمٌ جديدٌ على الثَّقافة الإسلامية؛ لذا كانَ لزامًا أن يُحدَّد ويضبط بالضوابط الشرعية، فجاءَ هذا البحثُ لبيانِ العلاقة المفترضة -أو قل: المطلوبة من المفكرين المسلمين- بنصوصِ الوحيين: كتاب الله وسنة رسوله ﷺ.

فلُبُّ البحث هو: ربطُ علم الفكر بالمُحكَّمات الشرعية، والانطلاق في التصورات الفكرية منها، فالمحكمات من الكتاب والسنة واضحاتٌ بيناتٌ للناس، ومتى ما بنينا عليها تصوراتنا الفكرية، وأرجعناها إليها، ضبطنا الفكر الإسلامي من أن يخرج عن مساره وغايته، وكان في ذلك صونٌ للفكر من أن يتعثر بالمزالق الفكرية، وممَّا ينبغي معرفته أنَّ من أعظم ما حدَّته محكمات الشريعة للعقل: استعمالُ العدل من أولي العلم والفكر فيما يقيمونه للناس من أمر دينِهم ودُنياهم، وخلاصة الأمر أن يقال: إن الفكر الإسلامي يجب أن ينضبط بالمحكمات الشرعية، وتسير في فلكها، وتحقق غاياتها؛ لنحقق الغاية المرجوة من علم الفكر.